عند تأسيس كيانات الأعمال، يقوم مؤسسوها باستقطاب رئيس تنفيذي يمتلك الخبرات والقدرات التي تؤهله لتنفيذ رؤية المؤسسين ورسالة كيان الأعمال. والسؤال الذي يفرض نفسه عند هذه النقطة، هو:
“هل يعتمد الرئيس التنفيذي على استقطاب الموارد البشرية (شاغلي الوظائف) الذين يتمتعون بالجهد الوفير أم يعتمد على شاغلي الوظائف الذين يتميزون بالمواهب أم يعتمد على تأسيس نظام إداري عام لإدارة كيان الأعمال”؟
دور النظام الإداري في نجاح الأعمال
أي كيان أعمال ناجح لابد أن يعتمد على مجموعة من النظم والأدلة الإدارية:
مجموعة أدلة استراتيجية
- الرؤية
- الرسالة
- الخطة الاستراتيجية
مجموعة أدلة تنظيمية
- الهيكل التنظيمي
- الهيكل الوظيفي أو ما يسمى بالهرم الوظيفي
- مصفوفة الصلاحيات التشغيلية والمالية والإدارية
- بطاقات الوصف الوظيفي
- بطاقات التقييم الوظيفي
- أدلة السياسات والإجراءات التشغيلية لوحدات الهيكل التنظيمي
مجموعة أدلة تشغيلية
- خطة تشغيلية سنوية يتم قياسها وتقييم جدوها على أساس شهري
مجموعة التقارير الشهرية والمرحلية والسنوية
- نظام تقارير مالية شهرية ومرحلية وسنوية لتقييم أداء الخطة التشغيلية وفق مبدأ العائد مقابل التكلفة
واللاعب الرئيسي في وضع وتأسيس النظام الإداري هو مجلس الإدارة، واللاعب الرئيسي في تنفيذ النظام الإداري ومتابعته هو الرئيس التنفيذي والذي يكون مسؤولاً أمام مجلس الإدارة عن تنقيذ النظام الإداري والخطة التشغيلية.
الموظفون أصحاب الجهد الوفير ودورهم في نجاح الأعمال
تلعب الموارد البشرية من أصحاب السلوك الفكري المنضبط والمهارات الوظيفية العالية والذين يتميزون بالجهد الوفير في صياغة مخرجات العمل دوراَ حيوياً في نجاح كيانات الأعمال.
ولكن تلك الفئة لا تظهر نتائج أعمالهم إلا إذا تم توجيههم إلى مهام أو أهداف جزئية أو كلية واضحة تمثل قيمة مضافة لكيانات الأعمال.
والمسؤول عن تحديد تلك المهام أو الاهداف الجزئية أو الكلية ذات القيمة المضافة لكيان الأعمال هو النظام الإداري.
دور الموظفين أصحاب المواهب في نجاح الأعمال
مما لا شك فيه أن الموظفين الموهوبين يلعبون دوراً حيوياً في نجاح الشركات التي يعملون بها. ولكن إذا لم يتوافر نظام إداري فعال يحتضن هؤلاء الموهوبين ويوفر لهم بيئة عمل تنمي مواهبهم وتعظم الاستفادة من مخرجات أعمالهم وتراعي طموحاتهم،
فإنهم إما أن يصابوا بالإحباط أو يتركوا الشركات التي يعملون بها إلى شركات أخرى تحقق لهم ذلك.
الخلاصة
يمكن القول إن النظام الإداري والموظفين أصحاب الجهد الوفير والموظفين الموهوبين عناصر رئيسية وهامة في نجاح أي كيان أعمال.
ولكن يظل النظام الإداري دوماً العنصر الأهم الذي يقود كيانات الأعمال إلى النجاح، وفي ظل عدم وجوده، لا يمكن لكيان الأعمال استقطاب الموارد البشرية الموهوبة أو أصحاب الجهد الوفير،
وإن استطاع استقطابهم لن يستطيع الاستفادة من وجودهم والمحافظة على استمراريتهم.