هل من سمة مشتركة بين المدقق الداخلي والطبيب؟

هل من سمة مشتركة بين المدقق الداخلي والطبيب؟

يسعدني أن أرحب بكم في أول مشاركة لي على مدونة بيكر تيلي وآمل أن تمثل الدقائق التي ستقضونها في قراءة هذا المنشور قيمة مضافة لكم.

وعلى غرار العديد من منظمي الأعمال وخبراء الإدارة، أرى أن هناك  تشابهًا بين الكيانات التجارية والكائنات الحية فيما يتعلق بدورة الحياة، فكلاهما يولد وينمو ويتطور وتعتريه الأمراض ويصل إلى مرحلة النضج ويبدأ في التدهور أو الانخفاض ويكبر في العمر وأخيراً يتعرض للموت والفناء في كثير من الحالات.

والسؤال الذي يطرح نفسه، ماذا يفعل الشخص الحكيم عندما يشعر بالمرض؟ والواقع أن أي شخص حصيف لن يقف مكتوف اليدين متأملًا ومعتقدًا أنه سيتحسن من تلقاء نفسه، بل سيزور الطبيب لمعرفة سبب العلة وموضع الخلل.

ولكن، هل يعني هذا أن الوقت الوحيد لزيارة الطبيب هو عندما نشعر بالمرض؟ بالتأكيد لا، فالزيارة الدورية للطبيب ضرورية للحصول على الرعاية الوقائية، والتي من شأنها تمكين طبيبك من تشخيص المشاكل الصحية المحتملة مبكرًا أو حتى قبل الإصابة بالمرض.

وبالمثل، ولكون الكيانات التجارية أو الشركات معرضة لأنواع شتى ومتنوعة من المخاطر، ينبغي لهذه الكيانات أن تأخذ في اعتبارها ضرورة أن يكون لديها المتخصصين الذين لديهم المعرفة الكافية والمهارات والقدرات لمساعدتهم على التعامل مع المخاطر وتجنبها بطريقة حكيمة ومنطقية.

من هو المدقق الداخلي؟

هو الشخص المتخصص المعني بجدولة الفحوص الدورية للتأكد من صحة جميع العمليات تقريبا وفحصها داخل الكيان التجاري. كما أنه الشخص المعني بتقديم المشورة والنصح حول كيفية تحسين هذه العمليات. بعبارة بسيطة، يمكننا القول بأن المدقق الداخلي هو طبيب الكيان التجاري.

ولكن انتظر، فالطبيب أيضًا يعتريه المرض ويعاني الأوجاع أحيانًا!

حسنا، هذا صحيح. ولهذا السبب يتعين على المدقق الداخلي أن يتسلح دوريًا ببرامج مستمرة لضمان الجودة حسب متطلبات المعايير الدولية للممارسة المهنية للمراجعة الداخلية (The International Standards for the Professional Practice of Internal Auditing) الصادرة عن معهد المدققين الداخليين المعتمدين ( Institute of Internal Auditors).

وخلاصة القول، أعتقد أن تزويد كيانات الأعمال بأشخاص مؤهلين ومحترفين في التدقيق الداخلي ومنحهم الصلاحيات والموارد الجيدة سيعمل على حماية هذه الكيانات ووقايتها من التعرض للمخاطر.”

المرجع:

هير، إم 1959 نظرية المنظمة الحديثة. جون وايلي(Haire, M. (1959). Modern organization theory. John Wiley)

يمكنك مشاركة المقال مع أخرين من خلال قنوات التواصل التالية:

عن المؤلف

فريق تحرير بيكر تلي

يضم فريق تحرير بيكر تيلي الكويت خبراء ومحللين ماليين ذوي خبرة وافرة وشهادات مهنية متخصصة معتمدة مثل CIA وCIPA وCPA. يتمتع أعضاء فريقنا بسنوات من الخبرة في الأعمال المالية، مقدمين تحليلات وتوجيهات متخصصة حول مواضيع مالية متنوعة. مع التزامنا بالدقة والاحترافية، نسعى لتزويد قرائنا بمحتوى عالي الجودة يمكنهم من الاستفادة والتنقل في عالم المال بثقة ووضوح.

اتصل بخبرائنا